القبلات بين شابات و شباب اليوم ، هل هي حرام أم حلال؟/ علي مسعاد

على شاطئ البحر ..في المقاهي .. في الحدائق العامة ، كما في العديد من الفضاءات المغلقة و المفتوحة في كازابلانكا ، أصبح مشهد العناق و القبلات بين شابات و شباب اليوم ، من المشاهد المألوفة و العادية ، في الشارع .
فهل أصبحت القبلات ، اليوم ،علامة من علامات التقدم و الحضارة و الحداثة ؟ا وهل الشابات و الشباب الذين يرفضون الإخلال بالحياء العام من أهل الكهف و من دعاة التخلف و الرجعية و لا يسايرون العصر الحديث ؟ا
مشاهد العناق و القبلات ، بين جيل اليوم ، و إن غفل عنه خطباء الجمعة و كتاب الأعمدة اليومية في الصحف الورقية ، لم و لن يكن من المشاهد المألوفة و العادية ، التي لا تثير الأسئلة ، عن الأسباب السطحية و العميقة ، وراء انتشار الظاهرة ؟ا
هل هي التنشئة الاجتماعية ، التي أصبحت تغيب القيم الأخلاقية في تربية النشء ؟ا
أم هي القيم المادية من أصبحت تتحكم في تربية البنات و الأبناء ؟ا
أم هي قيم المسلسلات المذبلجة التي أصبحت الشريك الرئيسي في تربية جيل اليوم ؟ا
وهل أصبح الحديث في هكذا مواضيع ، ضد الحرية الفردية و لا يساير لغة العصر ونوع من أنواع التخلف عن الركب ؟ا
أسئلة كثيرة ، من أجل الوقوف عند أسباب الظاهرة و سبل عودة الحياء إلى شوارعنا و فضاءاتنا الأسرية ، بحيث أصبح من الصعب اليوم ، أن تصطحب زوجتك و أبنائك ، إلى قاعة السينما أو إلى حديقة عمومية أو إلى شاطئ البحر ...
لأنه ، حتما ستصطدم ، مع مشهد من مشاهد العناق و القبلات الحارة ، بين جيل اليوم ، الذي لم يعد يعر للوازع الأخلاقي بال و لم يعد يفقر بين المسموح به و الغير مسموح به ، في الأماكن العامة .
لست خطيبا و لست داعية و لست ضد الحرية الفردية ...لكنني ضد الإباحية و الانحلال و التفتح الزائد عن الحد باسم الحضارة و التقدم و الحداثة ؟ا
الأمم التي سبقتنا بسنوات ضوئية ، في مجال التكنولوجيا و الاختراعات و العلوم و المعلوميات ، لم تحقق ذلك لأن شاباتها و شبانها ، يقضون أحلى سنوات عمرهم ، بين مقاهي الشيشة و لفافات المخدرات ؟ا أو لأنهم يحسنون فن اللحس و المص و القبلات باسم الحرية المطلقة ؟ا
بل ، لأنهم درسوا و بحثوا و تميزوا في مجال تخصصاتهم ، الدراسية و الأكاديمية ، في حين أن جيلنا ، لا يتقن إلا فن العوم في الغرام و الحب ؟ا
إن ما تنشره الصحافة ، عن جرائم الاغتصاب و زنا المحارم و الأمهات العازبات ، ما هو إلا نتيجة لقبلة من القبلات المسروقة ، خلف الأبواب المغلقة .
في الوقت الذي نحتاج فيه ، إلى الطاقات و المواهب و الإمكانات الشابة ، من أجل مسايرة العصر علميا و تكنولوجيا ، تهدر بين الأقبية و بين الشوارع ، بحثا عن وهم التقدم و الحرية و الحداثة ، التي لبست لبوسا جنسيا و بإمتياز .
فالجنس أصبح كالماء و الهواء بالنسبة لجيل اليوم ، فقد أصبح بمثابة الملح للطعام ، في النقاشات و الأحاديث الدائرة عبر المواقع الإجتماعية و الشات و المنتديات الشبابية ، لدرجة يمكن معها ، أن نتساءل و بعمق : أين يبدأ و أين ينتهي الحديث عن الجنس بين شابات و شباب اليوم ؟ا
لأننا ، اليوم قبل الغد ، نحن في حاجة إلى أمثال المرحوم المخرج السينمائي مصطفى العقاد ، المرحوم الكاتب و المحاضر العالمي د.إبراهيم الفقي ، المرحوم الدكتور فريد الأنصاري ، الدكتور زغلول النجار ، المرحوم الدكتور نصر حامد أبو زيد و غيرهم من المفكرين و العباقرة و العلماء ، الراحلون أو الباقون أطال الله في عمرهم ، حتى يمكن فهم ما يجري في السنوات المقبلة ، لأن الطريق إلى العلم و المعرفة و الدراسة ، لن يتحقق بقضاء الساعات الطوال في المقاهي و الحدائق العامة من أجل متعة عابرة .

CONVERSATION

1 comments:

غير معرف يقول...

لا ننكر أن هناك أخطاء لكن هناك أخيار ايضا وكان ينبغي الاشارة الى مشكلة القبلة في الوطن العربي كامل وليس في المغرب فحسب لان هذه اصبحت ظاهرة فهذا ايذاء لاعراض الناس وتشهير غير لائق و لا داعي للصورة قضيت على البنت تماما
حسبنا الله ونعم الوكيل هذا ايذاء لاعراض الناس وتشهير غير لائق